فك شفرة تاريخ "المنظمة الخاصة رقم 76" بين النشأة والزوال
خلال فترة حرب المقاومة ضد اليابان، أسس الاحتلال الياباني في شنغهاي وكالة تجسس خائنة تحت ستار "القيادة العامة للعمل الخاص" التابعة لما يسمى بـ "مجموعة وانغ جينغوي". ارتكبت هذه المنظمة العديد من الجرائم، وبسبب تمركزها في المبنى رقم 76 في طريق جيزفيلد بشنغهاي (الآن رقم 435 في طريق وانهانغدو)، أصبحت تُعرف باختصار باسم "المنظمة 76" أو "رقم 76". كانت هذه المنظمة لاحقًا رمزًا للرعب والخيانة.
النشأة: مؤسس "المنظمة 76" هو لي شي تشون. في البداية، كان لي شي تشون عضوًا في الحزب الشيوعي وسافر إلى الاتحاد السوفيتي للتعلم. ومع ذلك، بعد أن تم اعتقاله، خان الحزب الشيوعي وأصبح جاسوسًا لحكومة الكومينتانغ. في عام 1938، انضم لي إلى الوكالة اليابانية وأصبح خائنًا يجمع المعلومات لصالح اليابانيين. بعد احتلال اليابان لشنغهاي، سعى الجيش الياباني بسرعة للسيطرة على المدينة وأمر لي شي تشون بإنشاء منظمة تجسس خائنة. ولم يكن لدى لي النفوذ الكافي، لذا استدعى زميله في الخيانة دينغ مو تشون، عميل مزدوج لكل من "جيش الكومينتانغ" و"المنظمة المركزية للحزب الشيوعي". قاموا بتجنيد عملاء سابقين وافقوا على التعاون مع اليابان، بالإضافة إلى شراء ولاء القتلة والمجرمين لتشكيل قوى ضاربة. بمساعدة وكالة التجسس اليابانية "مِيجو"، تم اختيار المبنى رقم 76 ليكون مقرًا لمنظمة لي ودينغ.
الصعود والجرائم: في مايو 1939، وصل وانغ جينغوي إلى شنغهاي لتأسيس حكومته العميلة تحت الاحتلال الياباني. وسرعان ما سيطر الجيش الياباني على المنظمة الخاصة "76" وجعلها تحت قيادة وانغ. استغل وانغ هذه المنظمة كواحدة من أدوات حكمه العميلة. وعلى الرغم من أن لي شي تشون ودينغ مو تشون شغلا منصبي الرئيس ونائب الرئيس في هذه المنظمة، إلا أن اليابانيين كانوا هم الحكام الحقيقيون. كانت هناك وحدة خاصة من الجيش الياباني في المنظمة لمراقبة عملائها. لم تكن أي عملية كبرى تُنفذ دون موافقة اليابانيين وإشرافهم.
خلال فترة عملها، ارتكبت المنظمة الخاصة "76" جرائم فظيعة ضد المقاومين الصينيين من جميع الأطياف. وقبل اندلاع حرب المحيط الهادئ، لم يكن الجيش الياباني قادرًا على دخول المناطق البريطانية والفرنسية في شنغهاي، فاستغل الصحفيون الوطنيون هذه المناطق لنشر الأخبار ضد اليابان، مما أغضب اليابانيين. أصدرت المنظمة "76" أوامر بقمع الصحف الوطنية واغتيال رؤسائها، كما اغتالت العديد من الشخصيات الأخرى التي عارضت سياساتها. كما أنها نفذت عمليات إعدام جماعية بحق موظفي البنوك ومواطنين آخرين، حيث كانت تُمنح مكافآت مالية لكل عملية قتل.
الزوال: ومع ذلك، لم يثق اليابانيون أبدًا بعملائهم. وفي عام 1942، بدأت الشكوك تحوم حول لي شي تشون، وتم تسميم أحد مقربيه. وفي العام التالي، تم تسميم لي نفسه. بعد وفاته، تم إعادة هيكلة المنظمة وإلغاء مكتبها. وفي نوفمبر 1944، توفي وانغ جينغوي، وتقلص نفوذ المنظمة بشكل كبير.
مع استسلام اليابان غير المشروط في أغسطس 1945، انهارت المنظمة بالكامل. وفي عام 1947، تم إعدام قائد المنظمة دينغ مو تشون رمياً بالرصاص، بينما تم إعدام كبار المسؤولين الآخرين في المنظمة لاحقًا.
هناك مسلسل صيني أقوم بترجمته هنا في المدونة، أسمه 2023 The Eve يمثل بطريقة درامية دور "الرقم 76".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق